(خوات آخر زمن)

يبدو أن الواقع صار أغرب من الخيال في هذه الأيام..! فقد تقدمت فتاة تمت خطبتها منذ فترة قليلة بشكوى في مركز الشرطة ضد شقيقتها من أمها، تتهمهما فيها بخيانة الأمانة، وتدعي فيها أنها استعارت منها فستانا وجلبابا وكمبيوتر لاب توب، في ليلة عرسها ولا تريد ردها إليهم، وتمادت فأوصلت الأمر إلى النيابة ثم المحكمة، التي كشفت في النهاية أن الشقيقة المتهمة بريئة وأن المتهم الحقيقي في هذه القضية هو الغيرة القاتلة. بدأت الحكاية أثناء الاستعدادات للخطبة حيث وقفت الفتاة بكل حماس بجوار شقيقتها من أمها، وكانت تساعدها في كل صغيرة وكبيرة حتى تخرج ليلة الخطبة كأحلى ليلة. وأحست العروس في البداية بالامتنان نحو شقيقتها فقررت ان تكافئها على هذا الجهد، وذلك بإهدائها فستانا وجلبابا وجهاز لاب توب مملوك لها، وفرحت الأخت بالهدية وبدا كل شيء على مايرام، ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن، فقد فوجئت العروس بأن شقيقتها قد خطفت منها الأضواء واستحوذت على نصيب الأسد من نظرات الإعجاب بجلبابها وفستانها اللذين ارتدتهما في ليلتي الحناء والخطبة، فاشتعلت نار الغيرة في قلبها، واحترقت بهذه النار كل مشاعر الأخوة داخل قلبها. وبدا الانفعال والغضب على العروس وهو تخبر كل من يتحدث عن أناقة شقيقتها بأنها هي التي اشترت لها هذه الملابس غير آبهة بما يمكن أن يسببه ذلك من حرج لشقيقتها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فما أن انتهى العرس ذهبت إليها تطالبها بالفستان والجلباب وباللاب توب، وهنا ثارت كرامة الأخت وتعجبت من كل هذه الغيرة والغضب، فصارت مشادة انتهت بتوجه العروس مع عريسها إلى مركز الشرطة لتقديم بلاغ يتهمان فيه الأخت بأنها خانت الأمانة ورفضت أن تعيد لها الملابس واللاب توب التي استعارتهم منها. أمام إصرار الأخت صاحبة البلاغ تمت إحالة البلاغ للنيابة التي أحالت القضية على المحكمة، وهنا لم تجد الأخت المتهمة أمامها سوى ان تلجأ إلى والد شقيقتها الذي كان شاهدا على واقعة إهداء ابنته لها للملابس والكمبيوتر، وروت له ماحدث فغضب غضبا شديدا، واقسم بأنه إذا لم تتراجع ابنته عما تقوم به فسيقف شاهدا ضدها في المحكمة، وبالفعل حضر مع زوجته وشهدا بأن ابنتهما العروس أهدت شقيقتها الملابس والكمبيوتر مقابل مساعدتها لها الأمر الذي اطمأنت له المحكمة الصغرى الجنائية فحكمت بالبراءة من تهمتي السرقة وخيانة الأمانة.